ديوان *ابتسامات تشرينية*
من طرف Admin |  نشر في : 6:07 ص
0
ديوان *ابتسامات تشرينية*
الناقد المسرحي والروائي "عاطف عز الدين" صاحب كتاب "قراءة في الفكر الروائي عند ثروت أباظة" وهو مرجع في الجامعة الأمريكية بالقاهرة يكتب قراءته النقدية عن ديوان "ابتسامات تشرينية" لـ "ابتسام أبوسعدة" فقال:
ابتسامة الموناليزا
اطلالة نقدية على ديوان ( ابتسامات تشرينية )
للشاعرة / ابتسام أبو سعدة الناقد / عاطف عزالدين عبدالفتاح
يلاحظ القارئ لديوان ( ابتسامات تشرينية ) للشاعرة / ابتسام أبو سعدة ، أن الابتسامات التشرينية قصدت بها الشاعرة الابتسامات الباهتة الشبيهة بالخريف من خلال شهري تشرين الموافقين لشهرى أكتوبر ونوفمبر الميلادين مما يذكرنا بابتسامة الموناليزا " الخريفية " الساخرة فى لوحة دافنشى الشهيرة !!!
وفى عجالة سوف نتناول قصيدتين من الديوان هما : " الساحر " و " ابتسامات تشرينية "
قصيدة " الساحر " :
يجدر بنا قبل أن نقرأ قصيدة " الساحر " ، أن نتوقف قليلا أمام كلمة " الساحر " ، فكلمة الساحر تجعلنا أمام شخصية الساحر الذى يمارس السحر ؛ وفى القرآن الكريم يتحدث الله تعالى عن السحرة فى أكثر من سورة فنراهم يسحرون أعين الناس كى ترى أشياء غير حقيقية !!!!!
تقول الشاعرة فى مفتتح القصيدة : ساحرٌ هو( يدسُّ الكلمات في شالِ الحرير )
تبدأ الشاعرة قصيدتها بتعريفها لعمل الساحر فنراها تتفنن فى استخدام الكلمات القريبة من عمل الساحر ، فتأتى بالفعل " يدس " لتبين مهارة الساحر فى اخفاء الكلمات ؛ ويلاحظ القارئ أن الشاعرة تقوم فى الاستهلال بدور الساحر ؛ فهى تتلاعب بالكلمات ، فتنساب - الكلمات - فى رقة وسلاسة كما نمرر الايدى فوق شال حرير ى. تلجأ الشاعرة الى الالتفات البلاغى ، عند كبار علماء البلاغة العربية ، حيث استطاعت أن تحول وجهة النظر المستخدمة فى السرد من ضمير الغائب الى ضمير المتكلم اذ تقول :
( ما إِنْ أبسطه
حتى تلْتَف حولي
تغزل أجمل
القصائد المُلحَّنة
بعُنفوان صدره
يقفُ على أملي
مايسترو يُراقص
الحروف
بعصاه السحرية
يطبعها على
وَجْناتي المُتقاطرة
خجلاً )
وتواصل الشاعرة فى وصف عمل الساحر فتشبه بمايسترو يراقص الكلمات بدلا من الفرقة الموسيقية، و تتشابه الشاعرة مع " حافظ نجيب "فى مسلسل " فارس بلا جواد " ، فتصبح ( محاربة بلا جواد ) ، فنراها تستخدم الحرف بدلا من السيف ؛ فتحيا طربا على نغمات الحرف ، تقول الشاعرة فى ختام القصيدة :
( يمحو وجعي
يَذْكُرني في كل هدنة
يعقدها مع نفسه
وينساني في الحرب
أنا محاربةٌ بلا جواد
أسنُّ سيفي
على لحن حرفه
فأنا أحيا طربًا
على نغماته المتواترة )
قصيدة " ابتسامات تشرينية " :
هذه القصيدة تحمل اسم الديوان ، ومن هنا ينبغى الوقوف عندها ، خاصة أن الشاعرة " ابتسام أبو سعدة " قد تعمدت أن تزج باسمها فى عنوان الديوان وفى قصيدتها " ابتسامات تشرينية " ، تتكون هذه القصيدة من ستة مقاطع مما يجعلنا كقراء أمام ستة مشاهدة ترتبط بتجربة شعرية واحدة مما يذكرنا بالمسرح التعبيرى الذى تتكون فيه المسرحية من عدة لوحات بدلا من الفصول الثلاثة التى يعتمد عليها المسرح الكلاسيكى ، تقول الشاعرة فى المقطع الأول :
( -1-
تشرينية الهوى أنا
أشطب كل أيامه
لآخر يومٍ فيه
أصل إلى
بدايةٍ جديدة
وعمرٍ قادمٍ جديد )
تستهل الشاعرة قصيدتها بضمير المتكلم فتقول : " تشرينية الهوى أنا " مما يعنى أن الحبيبة ترتبط بعلاقة غرامية " تشرينية " مع محبوبها الذي اقترن بالخريف ، يلاحظ القارئ أن الشاعرة بدأت قصيدتها ب ( تشرينية الهوى أنا ) ، وقد حرصت الشاعرة على تأخير الضمير " أنا " ، لأنها لم تفتخر بنفسها اذ تشعر بالعجز والاحباط ، فاذا كان الهوى بمثابة الربيع عند كثير من العشاق والمحبين ، فانه عند الشاعرة يمثل فصل الخريف مما يشير الى فتور علاقتها مع المحبوب ، لذا فان الشاعرة تشطب أيام الخريف لتبدأ من جديد تجربة أخرى تقول الشاعرة فى المقطع الثانى :
( -2 –
انشقَّت الشِّفاه
عن الصف
وتساقطت
أسنان المشط
حين أَدْركها
تشرين
بابتسامةٍ خريفية
تَنمُّ عن جيلٍ
من الفرح )
فى هذا المقطع توظف الشاعرة بمهارة فم الانسان كالشفاة والأسنان لتعكس تأثير قدوم الخريف ، وهو بالنسبة للشاعرة يمثل حالة الاحباط وجفاف الحب الذى بدأ يتساقط كالاسنان كما تتساقط أوراق الخريف : ( وتساقطت أسنان المشط ، حين أَدْركها تشرين ...بابتسامةٍ خريفية ) وتنتهى قصيدة " ابتسامات تشرينية " من خلال شهر تشرين الذى يراوغ الشاعرة ويراودها عن عمرها وفى المقطع السادس والأخير ، تشرح لنا الشاعرة معنى " تراجيديا الفرح "فهما كلمتان متضادتان فالتراجيديا تعنى المأساة فى مقابل الفرح وتبين لنا الشاعرة ان " تراجيديا الفرح " تشبه امتزاج الخريف الباهت بألوان الورد الجميلة ، فتقول الشاعرة :
( كأنّ تشرين
يراوغني
يراودني
عن عمري ..
-6-
تراجيديا الفرح
تُشبه امتزاج
الخريف الباهت
بألوانِ زهر اللَّوز
وضحكاتِ الورد
الهاربة
من فرح الطفولة )
ان ديوان ( ابتسامات تشرينية ) للشاعرة / ابتسام أبو سعدة يقدم لنا شاعرة موهوبة ، وهى جديرة بأن يهتم بها المسؤولون فى الأجهزة الثقافية ؛ فأهلا بها فى الساحة الشعرية
الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح
ابتسامة الموناليزا
اطلالة نقدية على ديوان ( ابتسامات تشرينية )
للشاعرة / ابتسام أبو سعدة الناقد / عاطف عزالدين عبدالفتاح
يلاحظ القارئ لديوان ( ابتسامات تشرينية ) للشاعرة / ابتسام أبو سعدة ، أن الابتسامات التشرينية قصدت بها الشاعرة الابتسامات الباهتة الشبيهة بالخريف من خلال شهري تشرين الموافقين لشهرى أكتوبر ونوفمبر الميلادين مما يذكرنا بابتسامة الموناليزا " الخريفية " الساخرة فى لوحة دافنشى الشهيرة !!!
وفى عجالة سوف نتناول قصيدتين من الديوان هما : " الساحر " و " ابتسامات تشرينية "
قصيدة " الساحر " :
يجدر بنا قبل أن نقرأ قصيدة " الساحر " ، أن نتوقف قليلا أمام كلمة " الساحر " ، فكلمة الساحر تجعلنا أمام شخصية الساحر الذى يمارس السحر ؛ وفى القرآن الكريم يتحدث الله تعالى عن السحرة فى أكثر من سورة فنراهم يسحرون أعين الناس كى ترى أشياء غير حقيقية !!!!!
تقول الشاعرة فى مفتتح القصيدة : ساحرٌ هو( يدسُّ الكلمات في شالِ الحرير )
تبدأ الشاعرة قصيدتها بتعريفها لعمل الساحر فنراها تتفنن فى استخدام الكلمات القريبة من عمل الساحر ، فتأتى بالفعل " يدس " لتبين مهارة الساحر فى اخفاء الكلمات ؛ ويلاحظ القارئ أن الشاعرة تقوم فى الاستهلال بدور الساحر ؛ فهى تتلاعب بالكلمات ، فتنساب - الكلمات - فى رقة وسلاسة كما نمرر الايدى فوق شال حرير ى. تلجأ الشاعرة الى الالتفات البلاغى ، عند كبار علماء البلاغة العربية ، حيث استطاعت أن تحول وجهة النظر المستخدمة فى السرد من ضمير الغائب الى ضمير المتكلم اذ تقول :
( ما إِنْ أبسطه
حتى تلْتَف حولي
تغزل أجمل
القصائد المُلحَّنة
بعُنفوان صدره
يقفُ على أملي
مايسترو يُراقص
الحروف
بعصاه السحرية
يطبعها على
وَجْناتي المُتقاطرة
خجلاً )
وتواصل الشاعرة فى وصف عمل الساحر فتشبه بمايسترو يراقص الكلمات بدلا من الفرقة الموسيقية، و تتشابه الشاعرة مع " حافظ نجيب "فى مسلسل " فارس بلا جواد " ، فتصبح ( محاربة بلا جواد ) ، فنراها تستخدم الحرف بدلا من السيف ؛ فتحيا طربا على نغمات الحرف ، تقول الشاعرة فى ختام القصيدة :
( يمحو وجعي
يَذْكُرني في كل هدنة
يعقدها مع نفسه
وينساني في الحرب
أنا محاربةٌ بلا جواد
أسنُّ سيفي
على لحن حرفه
فأنا أحيا طربًا
على نغماته المتواترة )
قصيدة " ابتسامات تشرينية " :
هذه القصيدة تحمل اسم الديوان ، ومن هنا ينبغى الوقوف عندها ، خاصة أن الشاعرة " ابتسام أبو سعدة " قد تعمدت أن تزج باسمها فى عنوان الديوان وفى قصيدتها " ابتسامات تشرينية " ، تتكون هذه القصيدة من ستة مقاطع مما يجعلنا كقراء أمام ستة مشاهدة ترتبط بتجربة شعرية واحدة مما يذكرنا بالمسرح التعبيرى الذى تتكون فيه المسرحية من عدة لوحات بدلا من الفصول الثلاثة التى يعتمد عليها المسرح الكلاسيكى ، تقول الشاعرة فى المقطع الأول :
( -1-
تشرينية الهوى أنا
أشطب كل أيامه
لآخر يومٍ فيه
أصل إلى
بدايةٍ جديدة
وعمرٍ قادمٍ جديد )
تستهل الشاعرة قصيدتها بضمير المتكلم فتقول : " تشرينية الهوى أنا " مما يعنى أن الحبيبة ترتبط بعلاقة غرامية " تشرينية " مع محبوبها الذي اقترن بالخريف ، يلاحظ القارئ أن الشاعرة بدأت قصيدتها ب ( تشرينية الهوى أنا ) ، وقد حرصت الشاعرة على تأخير الضمير " أنا " ، لأنها لم تفتخر بنفسها اذ تشعر بالعجز والاحباط ، فاذا كان الهوى بمثابة الربيع عند كثير من العشاق والمحبين ، فانه عند الشاعرة يمثل فصل الخريف مما يشير الى فتور علاقتها مع المحبوب ، لذا فان الشاعرة تشطب أيام الخريف لتبدأ من جديد تجربة أخرى تقول الشاعرة فى المقطع الثانى :
( -2 –
انشقَّت الشِّفاه
عن الصف
وتساقطت
أسنان المشط
حين أَدْركها
تشرين
بابتسامةٍ خريفية
تَنمُّ عن جيلٍ
من الفرح )
فى هذا المقطع توظف الشاعرة بمهارة فم الانسان كالشفاة والأسنان لتعكس تأثير قدوم الخريف ، وهو بالنسبة للشاعرة يمثل حالة الاحباط وجفاف الحب الذى بدأ يتساقط كالاسنان كما تتساقط أوراق الخريف : ( وتساقطت أسنان المشط ، حين أَدْركها تشرين ...بابتسامةٍ خريفية ) وتنتهى قصيدة " ابتسامات تشرينية " من خلال شهر تشرين الذى يراوغ الشاعرة ويراودها عن عمرها وفى المقطع السادس والأخير ، تشرح لنا الشاعرة معنى " تراجيديا الفرح "فهما كلمتان متضادتان فالتراجيديا تعنى المأساة فى مقابل الفرح وتبين لنا الشاعرة ان " تراجيديا الفرح " تشبه امتزاج الخريف الباهت بألوان الورد الجميلة ، فتقول الشاعرة :
( كأنّ تشرين
يراوغني
يراودني
عن عمري ..
-6-
تراجيديا الفرح
تُشبه امتزاج
الخريف الباهت
بألوانِ زهر اللَّوز
وضحكاتِ الورد
الهاربة
من فرح الطفولة )
ان ديوان ( ابتسامات تشرينية ) للشاعرة / ابتسام أبو سعدة يقدم لنا شاعرة موهوبة ، وهى جديرة بأن يهتم بها المسؤولون فى الأجهزة الثقافية ؛ فأهلا بها فى الساحة الشعرية
الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح
ابتسام أبوسعدة
نبذة حول الشاعر:
فلسطينية الأصل..جزائرية المنشأ..مصرية الاقامة..
أنا أكتب..إذن أنا أتنفس..
مولودي الأول,,ابتسامات تشرينية,,
أنا أكتب..إذن أنا أتنفس..
مولودي الأول,,ابتسامات تشرينية,,
القسم: الكتب الالكترونية
شعراء
ننقل لكم ماكتبه شعراؤنا على موقع "شعراء" ليصل الى جميع المهتمين بالشعر وأيضاً ننقل لكم كتب ومراجع أدبية تفتح لكم أفاقاً جديدة..
اشتراك
الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني
شارك الموضوع
مواضيع ذات صلة
0 التعليقات: